الأرض أو "the earth" هي الكوكب الوحيد المعروف بوجود الحياة على سطحه. ولهذا، تعتبر خصائصه الطبيعية موضوعاٌ لاهتمام العديد من مجالات البحث العلمي. في النظام الشمسي، يعتبر كوكب الأرض الكوكب الثالث من حيث قربه من الشمس، وهو أيضاً أكبر كوكب بري وخامس أكبر كوكب بصفة عامة. ويعتبر القطبين الجليديين الكبيرين أبرزَ صفاته المناخية بالإضافة إلى منطقتين معتدلتين المناخ يمكن اعتبارهما ضيقتين بالمقارنة بالقطبين الجليدين. توجد كذلك منطقة استوائية مدارية وشبه استوائية واسعة.
[وتغطي نسبة سبعين بالمائة من سطح الأرض المحيطات المملوءة بالماء المالح. أما الجزء المتبقي فيتكون من القارات والجزر، وتوجد أكبر الأجزاء المأهولة بالسكان على كوكب الأرض فيالنصف الشمالي للكرة الأرضية.
وقد تطورت الأرض عبر مجموعة من العمليات الجيولوجية والبيولوجية التي خلفت آثارها على أحوالها الأصلية. وقد تم تقسيم السطح الخارجي للأرض إلى العديد من الصفائح التكتونية التي تتغير بالتدريج، والتي تعرضت للتغير السريع نسبيًا عدة مرات. واستمر باطن الأرض نشطًا مع وجود طبقة سميكة من غطاء ذائب ومركز مملوء بالحديد يقوم بتوليد مجال مغناطيسي.
وتغيرت الظروف الجويةبشكل كبير عن الأوضاع الأصلية التي كانت عليها بسبب وجود أشكال الحياة التي ساعدت في وجود توازن بيئي أدى إلى استقرار أوضاع سطح الأرض. وبالرغم من وجود تنوعات إقليمية كبيرة في المناخ عند خطوط العرض ووجود غيرها من العوامل الجغرافية، فقد احتفظ المناخ الكوني المتوسط طويل الأمد باستقراره إلى حد كبير أثناء الفترات البيجليدية (التي حدثت بين دورين جليديين) وكان لتغير درجة الحرارة الكونية المتوسطة بمقدار درجة أو اثنتين على مدار عمر الأرض تأثيره الكبير على التوازن البيئي وعلى الجغرافيا الفعلية للارض
شكل كوكب الأرض
إن شكل كوكب الأرض قريب جدًا من الشكل الكروي المفلطح، فهي جسم كروي مفلطح عند القطبيين، ومنبعج عند خط الاستواء.[وينتج عن هذا الانبعاج دوران كوكب الأرض، كما أنه يتسبب في أن قطر الأرض عند خط الاستواء يكون أكبر من قطرها عند القطبين بحوالي 43 كم.] هذا ويكون متوسط قطر الجسم الكروي المرجعي حوالي 12,742 كم، الذي يعادل تقريبًا 40,000 كم/TT؛ حيث أن المتر كان يساوي في الأصل 1/10.000.000 من المسافة الواقعة بداية من خط الاستواء وحتى القطب الشمالي عبر مدينة باريس في فرنسا.
وجدير بالذكر أن الطبوغرافيا المحلية تختلف عن هذا الشكل الكروي المثالي، على الرغم من أن هذه الاختلافات بسيطة على النطاق الكوني: فالأرض لها معدل تفاوت حوالي جزء من أصل 584، أو 0.17% من الجسم الكروي المرجعي، وهي نسبة أقل من 0.22% من نسبة التفاوت المسموح بتواجده بين كرات البلياردو.[44] هذا وتتمثل أكبر معدلات تفاوت أو انحراف محلية في السطح الصخري لكوكب الأرض في قمة إيفرست (التي يصل ارتفاعها إلى 8,848 متر عن سطح البحر)
- تاريخ الأرض
يقدر أن نشأة الأرض قد حدثت منذ حوالي 4,55 مليار عام عندما تكونت من غيمة سديمية شمسية ومن الشمس والكواكب (الكوكب).] أما القمر، فقد تكوّن تقريبًا بعد ذلك بعشرين مليون عام. وتجمدت الطبقة الخارجية من الكوكب - التي كانت سائلة في بداية الأمر - لتكوّن القشرة الصلبة التي تغطي سطح الأرض. وأنتج الانبعاث الغازي والنشاط البركاني الغلاف الجوي البدائي. وأدى تكثف بخار الماء - الذي حدث معظمه أو كله بسبب الثلوج التي هبطت على الأرض من المذنبات (المذنب) - إلى تكوّن المحيطات والمصادر المائية الأخرى.
ونشأت القارات، ثم انهارت وأعيد تكوينها حيث أعيد تشكيل سطح الأرض عبر مئات الملايين من السنين. وكان هذا السطح يلتحم بين الحين والآخر ليكوّن قارة عملاقة. ومنذ سبعمائة وخمسين مليون عام تقريبًا، بدأت أول القارات العملاقة المعروفة - Rodinia - (رودينيا) في الانفصال. ثم التحمت القارات الناشئة بعد ذلك لتكوّن (بانوتيا)Pannotia التي انقسمت منذ حوالي خمسمائة وأربعين مليون عام. ثم - أخيرًا - قارة (بانجايا) Pangaea التي انقسمت منذ حوالي مائة وثمانين مليون عام
ويوجد دليل هام - لا يزال قيد المناقشة بين العلماء - بأن حدثًا جليديًا خطيرًا قد تم أثناء حقبة الحياة الأولية الحديثة مما أدى إلى تغطية معظم الكوكب بغطاء من الثلج. وتم إطلاق مصطلح [[الكرة الثلجية الأرضية (الافتراضية التي تقول بإن بأن حدثًا جليديًا خطيرًا قد تم أثناء العصر الفجري الحديث مما أدى إلى تغطية معظم الكوكب بغطاء من الثلج.|الكرة الثلجية الأرضية]] على هذه الفرضية التي لها أهمية خاصة لأنها سبقت الانفجار الكامبري الذي بدأت من بعده العديد من الأشكال متعددة الخلايا في التكاثر منذ حوالي خمسمائة وثلاثين إلى خمسمائة وأربعين مليون عام.]
ومنذ ذلك الانفجار الكامبري، حدثت خمس حالات انقراض واسعة محددة وواضحة.وحدثت آخر حالات الانقراض الواسعة منذ خمسة وستين مليون عام عندما أدى - على الأرجح - اصطدام نيزكي إلى انقراض الديناصورات غير الطائرة وغيرها من الزواحف الضخمة وبقيت بعض الحيوانات الصغيرة مثل الثدييات التي تشابهت فيما بعد مع الزباب (وهو أصغر الثدييات الموجودة في العالم). وعلى مدار الخمس وستين مليون عامًا الماضية، تنوعت أشكال الثدييات.
ومنذ عدة ملايين من السنوات، اكتسبت فصيلة من القرود الأفريقية الصغير القدرة على الوقوف منتصبة في وضع عمودي. وتركت الحياة البشرية التي ظهرت بعد ذلك على سطح الأرض وتطور الزراعة وما إلى ذلك من مظاهر الحضارة البشرية بصمتها الواضحة على الأرض أكثر من أي شكل سابق للحياة لتؤثر على الطبيعة وكمية الكائنات الحية الأخرى بالإضافة إلى المناخ العالمي. واستلزم الأمر مرور ثلاثمائة مليون عام لتنتهي Oxygen Catastrophe أزمة الأوكسجين التي نتجت عن تكاثر الطحالب أثناء Siderian period(فترة تنتمي إلى عصر الحياة المبكرة فوق سطح الأرض؛ ما قبل الكامبري).
ويتم تصنيف العصر الحالي كجزء من حدث انقراض جماعي يعرف باسم Holocene extinction event وهو أسرع انقراض حدث في تاريخ الأرض1] ويتنبأ البعض، مثل إي إو ويلسون من جامعة هارفارد أن تدمير الإنسان للغلاف الحيوي للكرة الأرضية من الممكن أن يتسبب في انقراض نصف الأصناف الحية خلال المائة عام القادمةولا يزال مدى الانقراض الحالي قيد البحث والجدال والحساب من علماء الأحياء
الغلاف الجوي والمناخ والطقس
يعتبر الغلاف الجوي للأرض عامل رئيسي في الحفاظ على النظام البيئي الكوكبي. ويتم الحفاظ على الطبقة الرقيقة من الغازات (الغاز) التي تحيط بالأرض في مكانها بواسطة جاذبية الكوكب. يتكون الهواء الجاف من نسبة ثمانية وسبعين بالمائة من النيتروجين وواحد وعشرين بالمائة من الأكسجين وواحد بالمائة من الأرجون وغازات خاملة أخرى مثل ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات. ولكن، الهواء يحتوي أيضًا على كمية متغيرة من بخار الماء. ويتناقص الضغط الجوي بشكل مطرد مع الارتفاع فوق سطح البحر، وله مدى للارتفاع يبلغ حوالي ثمانية كيلومترات فوق سطح الأرض، وهو الارتفاع الذي يقل عنده الضغط الجوي مع وجود عدد أويلر.] وتلعب طبقة الأوزون في الغلاف الجوي للأرض دوراً مهماً في حجب كمية الأشعة فوق البنفسجية (بالإنجليزية: UV) التي تصل إلى سطح الأرض. ويتعرض الحامض النووي للدمار بسهولة بتأثير الأشعة فوق البنفسجية؛ ولهذا فإن طبقة الأوزون تساعد في حماية الحياة الموجودة على سطح الأرض. ويحتفظ الغلاف الجوي أيضًا بالحرارة أثناء الليل فيقلل نتيجةً لذلك من درجات الحرارة القصوى الموجودة أثناء النهار.
ويتأثر الطقس على كوكب الأرض فقط - تقريباً - بالتروبوسفير (الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي) التي يوجد فيها نظام للحمل الحراري يعمل على إعادة توزيع الحرارة. وتعد التيارات المحيطية عاملاً مهماً آخر في تحديد حالة المناخ وخصوصًا الدورة الحرارية الملحية الرئيسية التي تحدث تحت الماء والتي تقوم بتوزيع طاقة الحرارة من المحيطات المدارية إلى المناطق القطبية. وتساعد هذه التيارات في التخفيف من تأثير اختلافات الحرارة بين فصل الشتاء وفصل الصيف في المناطق المعتدلة. كذلك، لولا حدوث عمليات إعادة توزيع طاقة الحرارة بواسطة تيارات المحيطات والغلاف الجوي، كانت المناطق الاستوائية ستصبح أكثر حرارة والمناطق القطبية أكثر برودة.
ويمكن أن يكون للطقس جوانب مفيدة وأخرى ضارة. فأحوال الطقس بالغة التطرف مثل: الأعاصير القمعية والأعاصير المصحوبة بالمطر والرعد والبرق والأعاصير الحلزونية قد تستهلك كميات كبيرة من الطاقة في الأماكن التي تمر عليها وتحدث دماراً هائلاً. ووجود الحياة النباتية على سطح الأرض يعتمد على التنوع الموسمي للطقس. ويمكن أن تتسبب التغيرات المفاجئة التي تستمر لسنوات قليلة فقط إلى حدوث تأثيرات ملحوظة على كل من الحياة النباتية والحيوانات التي تعتمد على نموها في الحصول على طعامها.
ويعد مناخ الكوكب مقياساً للتطورات طويلة المدى التي تحدث في حالة الطقس. وهناك العديد من العوامل المعروف عنها قدرتها على تغيير المناخ، منها مثلاً: التيارات المحيطية والارتداد الإشعاعي عن سطح الأرض والغازات الدفيئة والتباين في درجة سطوع الشمس والتغيرات في مدار الكوكب. ومن المعروف وفقًا للتسجيلات التاريخية أن الأرض قد تعرضت لتغيرات مناخية عنيفة في العصور الماضية بما فيها العصور الجليدية.
ويتوقف مناخ أية منطقة على عدد من العوامل؛ خاصة خط العرض الذي تنتمي إليه. ويشكل نطاق خط العرض لجزء من سطح الأرض توجد فيه صفات مناخية متشابهة ما يعرف بالمنطقة المناخية. ويوجد عدد من هذه المناطق يتراوح بين المناخ الاستوائي عند خط الاستواء إلى المناخ القطبي عند القطبين الشمالي والجنوبي. ويتأثر المناخ أيضاً بالفصول المناخيةوالتي تنتج عن ميل المحور الذي تدور حوله الأرض تبعًا للمستوى المداري الموجودة فيه. ولهذا، في أي وقت معلوم أثناء فصل الصيف أو فصل الشتاء يكون جزء من كوكب الأرض معرضًا بشكل مباشر أكثر لأشعة الشمس عن باقي الأجزاء. وتتفاوت درجة التعرض تبعًا لدوران الأرض في مدارها حول محورها. وفي أي وقت معلوم - بغض النظر عن الفصل المناخي - تكون الفصول المناخية متقابلة في نصفي الكرةالشمالي والجنوبي.
ويخضع المناخ إلى نظرية الفوضى حيث يكون من السهل تعديله بإحداث تغييرات بسيطة في البيئة. لذلك، يمكن التنبؤ بحالة الطقس بدقة -في الوقت الحالي- لفترة لا تزيد عن أيام قليلة. وبشكل عام، يحدث حالياً أمران في كل مكان في العالم: الأول هو زيادة متوسطات درجة الحرارة والثاني هو تعرض الأحوال المناخية الإقليمية لتغيرات ملحوظة
سطح كوكب الارض
تختلف تضاريس الأرض بشكل كبير من مكان إلى آخر،] فعلى سبيل المثال يُلاحظ أن حوالي 70.8% من سطح الأرض مغطى بالماء؛ حيث أن جزء كبير من الرف القاري (أو ما يُعرف باسم منطقة المياه الضحلة التي تتميز بانحدارها التدريجي من الشاطئ باتجاه البحر) يقع تحت مستوى سطح البحر. بالإضافة إلى ذلك، فإن السطح المغمور بالماء في وسط قيعان المحيطات يتمتع بخصائص جبلية، تشمل سلاسل جبال وتلال تقع في وسط المحيطات، كما يحتوي على براكين وأخاديد محيطية وأودية تحت سطح البحر ونجود وسهول في الأعماق. هذا ويتكون الجزء الباقي الذي لا تغمره الماء، وتشكّل مساحته 29.2% من سطح الكرة الأرضية، من الجبال والصحاري والسهول والنجود ومعالم تضاريسية أخرى.
خضع سطح كوكب الأرض، وما زال، لعمليات إعادة تشكيل على مر العصور الجيولوجية، ويرجع ذلك إلى التأثيرات التكتونية وعوامل التعرية، فضلاً عن أن التغيرات التي تحدث للتضاريس الموجودة على سطح الأرض من تكوّن أو تآكل بفعل الألواح التكتونية تخضع لعوامل التعرية الدائمة من سقوط أمطار وثلوج ودورات حرارية وتأثيرات كيميائية. وعلاوة على ما سبق، فإن هطول الجليد وتآكل السواحل وتَكَوُّن سلاسل الشعب المرجانية والتأثيرات الناتجة عن سقوط النيازك على الأرض تساهم أيضًا في إعادة تشكيل سطح كوكب الأرض.]تتكون القشرة القارية من مواد قليلة الكثافة مثل: الصخور النارية كالغرانيت والأنديزايت. وهناك أيضًا صخور غير معروفة بشكل كبير مثل البازلت، أحد الصخور البركانية شديدة الكثافة والتي تعتبر المكون الأساسي لقيعان المحيطات.] كما يوجد أيضًا صخور رسوبية تكونت من الترسبات التي ضُغِطت معًا. جدير بالذكر أن حوالي 75% تقريبًا من سطح الأرض مغطى بالصخور الرسوبية، على الرغم من أنها تشكل حوالي 5% فقط من القشرة الأرضية.] أما النوع الثالث من الصخور الموجودة على سطح الأرض فهي الصخور المتحولة، التي تكونت من تحول أنواع الصخور الأخرى بفعل الضغط أو درجات الحرارة المرتفعة أو كليهما معًا. هذا ويعتبر الكوارتز والفلسبار (سليكات الألومنيوم) والأمفيبول والميكا والبيروكسين والزبرجد الزيتوني من أكثر معادن السليكات وفرة على سطح الأرض.[وتشتمل معادن الكربونات على الكالسيت (الذي يوجد في أحجار الجير) والأراجونيت والدولوميت.[
تعتبر البيدوسفير آخر الطبقات الخارجية لكوكب الأرض وتتكون هذه الطبقة من التربة، كما أنها تخضع لعمليات تكوين الأخيرة. وتوجد هذه الطبقة في السطح البيني للليزوسفير (الغلاف الجوي) والغلاف الهيدروجيني والغلاف الحيوي. والجدير بالذكر أن الأراضي الصالحة للزراعة من سطح الأرض تمثل في الوقت الحالي 13.31% من إجمالي أراضي الكوكب، وهي تؤمن 4.71% فقط من المحاصيل الدائمة.[هذا ويتم استغلال ما يقرب من 40% من الأراضي الموجودة على سطح الأرض في الوقت الحاضر كأراضي زراعية ومراعي، أو ما يقدر بنسبة 1.3×107 كيلومترات مربعة كأراضي زراعية و 3.4×107 كيلومترات مربعة كمراعي.[يختلف ارتفاع سطح الأرض من مكان لآخر، فقد أظهرت بعض الدراسات التي تمت في سنة 2005، أن أكثر المواقع انخفاضًا هو البحر الميت (-418 متر)، وأقصاها ارتفاعًا هي قمة جبل إفرست (8,848 متر). والجدير بالذكر أن متوسط ارتفاع سطح الأرض فوق مستوى سطح البحر يصل إلى 840 متر.[
صلاحية كوكب الأرض للحياة
يطلق على الكوكب الذي يصلح لإقامة حياة عليه أنه صالح للاستيطان حتى لو لم تقم عليه حياة بالفعل. تؤمن الأرض الظروف الأساسية اللازمة لوجود الماء والبيئة المناسبة التي يمكن أن تتجمع فيها الجزيئات العضوية المركبة والطاقة اللازمة لدعم وتعزيز عملية التمثيل الغذائي للطعام وهناك عدة عوامل تساهم في توفير الظروف الضرورية لإقامة حياة على كوكب الأرض، وتتمثل هذه العوامل في بُعد الكوكب عن الشمس وحركتها في مدارها وعدم ثباتها ومعدل دورانها حول محورها وانحرافها عنه وتاريخها الجيولوجي وغلافها الجوي الدائم ومجالها المغناطيسي الواقي.[
المحيط الحيوي
يُقال أحيانًا أن أشكال الحياة على كوكب الأرض تمثل الغلاف الحيوي. وعمومًا يُعتقد أن الغلاف الحيوي قد بدأ في النشأة والتكوّن منذ حوالي 3.5 مليارات سنة. ويُعدّ كوكب الأرض المكان الوحيد في الكون الذي توجد عليه حياة. بل والأكثر من ذلك، يعتقد بعض العلماء أن الأماكن المناسبة للحياة مثل الأرض نادرة الوجود في الكون.[ينقسم الغلاف الحيوي إلى عدد من البيئات الحيوية التي يعيش فيها عدد كبير من النباتات والحيوانات المتشابهة. ومن العوامل الفاصلة بين البيئات الحيوية دائرة خط العرض وارتفاع اليابسة عن مستوى سطح البحر. وتخلو البيئات الحيوية الأرضية الموجودة في الدائرة القطبية الشمالية أو الدائرة القطبية الجنوبية أو المرتفعات العالية من أي شكل من أشكال الحياة سواء حيوانية أو نباتية بينما توجد أكبر مجموعة متنوعة من أشكال الحياة عند خط الاستواء.[
استغلال اليابسة والموارد الطبيعية
توفّر الأرض الموارد اللازمة للإنسان كي يستغلها في تحقيق أهداف مفيدة. وبعضٌ من هذه الموارد غير متجدد مثل الوقود المعدني، وتتسم هذه الموارد بعدم إمكانية استعادتها في فترة زمنية قصيرة. وقد تم الحصول على كميات كبيرة من رواسب الوقود الحفري من قشرة الأرض التي تتكون من الفحم والنفط والغاز الطبيعي ومركبات غاز الميثان. وقد استخدم الإنسان هذه الرواسب لإنتاج الطاقة وكمادة خام للتفاعلات الكيميائية. وتتكون المواد الخام المعدنية أيضاً في قشرة كوكب الأرض من خلال عملية تكون ركاز أو معادن الأرض من تآكل طبقاتها وتحركات الألواح التكنونية الجيولوجية.[وتعتبر هذه المواد مصادر غنية بالعديد من المعادن والعناصر المفيدة الأخرى.
يوفر الغلاف الحيوي على كوكب الأرض منتجات حيوية عديدة للإنسان، منها على سبيل المثال لا الحصر: الغذاء والخشب والعقاقير والأدوية والأكسجين وإعادة استغلال الكثير من النفايات والمخلفات العضوية. ويعتمد النظام البيئي القائم على اليابسة على وجود سطح التربة والماء النقي، أما بالنسبة للنظام البيئي الخاص بالمحيطات فيعتمد على العناصر الغذائية الذائبة التي جرفتها المياه من اليابسة.[يعيش الإنسان على اليابسة من خلال استخدام مواد البناء الأولية في تشييدمآوي مخصصة للسكن. وفي عام 1993، بلغت نسب استخدام الإنسان لليابسة ما يلي:
أوجه استخدام لليابس | النسبة المئوية |
---|---|
أراضي زراعية | 13.13 %[71] |
محاصيل دائمة | 4.71 %[71] |
مراعي دائمة | 26% |
غابات | 32% |
مناطق الحضر | 1.5% |
استخدامات أخرى | 30% |
المخاطر الطبيعية والبيئية
تتعرض مساحات كبيرة من الأرض لظروف مناخية قاسية مثل الأعاصير الحلزونية والزوابع المدارية والأعصايير الاستوائية. كما تتعرض أماكن كثيرة للزلازل والانهيارات الأرضية وموجات بحرية زلزالية (تسونامي) وانفجارات بركانيةوأعاصير قمعية وتَكُّون منخفضات أرضية وعواصف ثلجية وفيضانات وجفاف وغيرها من الكوارث الطبيعية الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تتعرض العديد من المناطق التي سكنها الإنسان لأنواع كثيرة من التلوث التي يتسبب فيها الإنسان نفسه مثل تلوث الهواء والماء والأمطار الحمضية وتَكُّون المواد السامة واختفاء الحياة النباتية بها (وذلك يرجع لأسباب عديدة، منها الرعي الجائر وقطع الغابات والتصحر) واختفاء الحياة البرية وانقراض بعض أنواع الحيوانات وتآكل التربة ونقص بعض العناصر المفيدة بها واستنزاف التربة وبدء ظهور الكائنات الدخيلة.
يتفق العلماء على وجود ارتباط وثيق بين أنشطة الإنسان والاحتباس الحراري مردّه زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من المصانع ومن عوادم وسائل النقل المتزايدة، العاملة على المحروقات. يمتلك سكان الأرض، وعددهم نحو 6 مليارات نسمة الآن، نحو 500 مليون سيارة وحافلة كلها تصدر ثاني أكسيد الكربون وغازات مضرّة أخرى، وكلها تعمل على زيادة تلك الغازات وتراكمها في الجو. ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى تغيرات جسيمة على الأرض مثل ارتفاع درجة الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية وذوبان جليد القارة القطبية الجنوبية، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة منسوب الماء في المحيطات والبحار مما يعني أن جزرًا لا حصر لها وجميع الأراض المنخفضة مثل هولندا سيكون مصيرها الغرق. كما يعمل التغير الشديدة في درجات الحرارة على زيادة شدة الأعاصير والزوابع، وزيادة نسبة الدمار المتولد عنها بالمقابل.
الجغرافيا البشرية
تعتبر دراسة علم الخرائط والجغرافيا من بين العلوم التي تم تخصيصها على مر التاريخ لوصف الأرض. وقد ظهرت عمليات المسح (تحديد الأماكن والمسافات بينها) والملاحة (تحديد مواضع الأشياء واتجاهاتها) إلى جانب هذين العلمين ـ مما عمل على توفير معلومات دقيقة. بلغ عدد سكان العالم في نوفمبر عام 2008 حوالي 6.740 مليار شخص. وتوضح المؤشرات أن الكثافة السكانية العالمية ستصل عام 2013 إلى 7 مليارات، وفي عام 2050 سيرتفع هذا الرقم إلى 9.2 مليار. ومن المتوقع أن تكون معظم هذه الزيادة السكانية في الدول النامية. وتختلف الكثافة السكانية من مكان إلى آخر على مستوى العالم، ولكن تزداد بشكل ملحوظ في قارة آسيا. ومن المتوقع بحلول عام 2020 أن يعيش حوالي 60% من سكان العالم في المدن بدلاً من الأرياف.[
علاوة على ذلك، من المحتمل أن تقل مساحة اليابسة إلى ثمن المساحة الحالية؛ أي لن يستطيع الإنسان أن يعيش إلا على هذه المساحة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن ثلاثة أرباع سطح الأرض تغطيه المحيطات، بالإضافة إلى ذلك سيكون نصف اليابسة قد تحوّل إما إلى صحراء جدباء (14%)،[ والباقي سيظل عبارة عن مرتفعات وجبال (27%) أو تضاريس غير مناسبة ليعيش الإنسان عليها.[ أقصى المستعمرات البشرية شمالاً هي مدينة ألرت في جزيرة ألزماير فينونافات في كندا،] (عند خط طول 82 درجة و28 دقيقة)، وأقصاها جنوبًا هو محطة أمندسن سكوت في القارة القطبية الجنوبية عند (90 درجة جنوبا).
تشغل الدول المستقلة ذات السيادة كل اليابسة على كوكب الأرض، عدا بعض الأجزاء في القارة القطبية الجنوبية. وفي عام 2007، كان هناك 201 دولة ذات سيادة مستقلة بما فيها مائة واثنين وتسعون دولةعضو في الأمم المتحدة تشغل اليابسة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك 59 مقاطعة تابعة لدول وعدد من المناطق المستقلة ذات الحكم الذاتي وأراضي يختلف البشر على حكمها.[ومن الناحية التاريخية، لم يحدث أن حُكمت الأرض من قبل حكومة واحدة مسيطرة لى العالم بأسره على الرغم من نشوب العديد من الصراعات بين الدول من أجل السيطرة على العالم ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.]تعد الأمم المتحدة منظمة عالمية تعمل على فض النزاعات بين الدولوبالتالي تجنب نشوب صراعات مسلحة،[ومع ذلك، فإنها لا تعتبر حكومة عالمية. وعلى الرغم من أن منظمة الأمم المتحدة تقدم وسيلة لتطبيق قانون دولي وبالرغم أنه أحيانًا ما تكون هناك موافقة بالإجماع من أعضائها على التدخل العكسري،[فهي تعتبر في الأساس منتدى للدبلوماسية الدولية. كان أول إنسان يدور حول الأرض هو يوري غاغارين في 12 إبريل عام 1961.[وفي عام 2004، قام 400 شخص بجولات إلى الفضاء الخارجي ثم عادوا أدراجهم إلى مدار الأرض، وقد وطأت أقدام 12 شخصًا منهم سطح القمر.] أما الأشخاص الذين يعيشون في الفضاء لفترة طويلة فهم العاملين في محطة الفضاء الدولية، ويتم تبديل طاقم المحطة الفضائية الذي يتكون من ثلاثة أفراد كل ستة أشهر.[ كانت أطول رحلة قام بها الإنسان إلى الفضاء الخارجي عام 1970 عندما قطع طاقم سفينة الفضاء أبولو 13، الذي يتكون من 13 فردًا، مسافة 400.171 كم بعيدًا عن سطح الأرض.
0 التعليقات:
إرسال تعليق